بدر بن سعود: كورونا بين الكورتيزول والأندروفين
صحيفة المرصد: قال الكاتب بدر بن سعود، إن الأضرار النفسية لفايروس كورونا الجديد أكثر من أن تحصر، ومن بينها قيام شخص روسي اسمه أليكسندر نوركو بمغادرة مدينته إلى الغابة، وذلك بسبب ما أسماه (الضجيج غير السليم)، والمفارقة أن هروبه من الجائحة قاده إلى نهايته، فقد مات مسموماً بعد أكله لنبتة سامة بالخطأ، وفي غابته التي هرب إليها.
تعظيم المخاوف من الوباء
وأضاف في مقاله المنشور بصحيفة "عكاظ" بعنوان "كورونا بين الكورتيزول والأندروفين": ما يفعله الإعلام في معظم أخباره هو تعظيم المخاوف من الوباء، وتساعده المنصات الاجتماعية في تسويقها لمحتويات مضللة، كانتقال كورونا في الهواء لمسافة 8 أمتار، والواقع أنه ينتقل لمسافة لا تزيد عن متر، أو أن العملات وبطاقات الائتمان حواضن ناقلة للفايروس، رغم أن التأكيدات ضعيفة، وكل ما قيل يكرس لكابوسية الوباء وسيناريوهاته المرعبة، ويمثل ممارسات تؤثر بصورة سلبية على الناس، وتؤدي إلى انهيار الجهاز المناعي، وهو ما يجعل الجسم مهزوماً وجاهزاً لاستقبال المرض، على طريقة الأمراض (النفسجسمية).
وأوضح أن رهاب كورونا أدى إلى الهوس الزائد بالتعقيم والتنظيف، أو ما يعرف بالهلوسات اللمسية، وفي أستراليا أكدت دراسة أن المصابين به قد يصابون بأعراض ذهانية، كسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة، وهذه الأخبار المتشائمة ترفع من احتمالات التعرض للنوبة القلبية، علاوة على إحداثها لتهيج في أعصاب الدماغ، وبما يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول، والأخير يضعف نظام المناعة في الجسم ويعطل عمل هرمون النمو.
زيادة الأمراض النفسية
وأشار إلى أنه من المرجح أن تشهد الأمراض النفسية زيادة كبيرة، فقد ارتفعت نسب انتشار الاضطرابات العقلية بعد كورونا في أكثر من دولة، وكانت نسبتها في أمريكا 45%، وفي إيران 60%، والمتوقع من الحكومات وضع الملف النفسي في صدارة أولوياتها، وبما يعزز القواعد التي يقوم عليها (هرم ماسلو للحاجات) فالروتين الاجتماعي اليومي مهم جداً في حياة غالبية الناس، وتخليهم عنه قد يدخلهم في مشاكل صحية وأزمات نفسية، وربما أصيب الشخص بالجنون أو قام بالانتحار كنتيجة لفقدانه الإحساس بقيمة الذات، أو لانعدام الدافع والمعني للحياة من أساسها.
لا يوجد تعليقات